الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات في ذكرى وفاته عبد الحليم.. سيمفونية إبداع دائمة

نشر في  30 مارس 2015  (18:30)

اليوم 30 مارس منذ 38 عاماً وهذا اليوم يثير شجن الملايين فى مصر والعالم العربى، إنه يوم رحيل العندليب وأسطورة الغناء عبدالحليم حافظ، هذا اليوم أصبح الآن احتفاء بالغناء الجميل الصادق.

مات عبدالحليم مع بداية فصل الربيع لنذكره دائماً مع الأيام الخوالى.
مرت السنوات وبقى صوت حليم خالداً ولن يموت.
عمر «عبدالحليم» الفنى لم يتعد 22 عاماً بدأ بشكل حقيقى 1954، لعل أهم ما يميز العندليب أن أعماله خالدة، لم تؤثر نجاح أغنية على الأغنية التى سبقتها منذ صافينى مرة 1954 حتى قارئة الفنجان 1976.
ظهر «عبدالحليم حافظ» على الساحة الغنائية 1954 وكانت الساحة مليئة بالعمالقة أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وفريد الأطرش ومحمد فوزى وعبدالعزيز محمود وكارم محمود.
مع ذلك ظهر حليم كلون مختلف تماماً، صوت جديد أداء منفرد إحساس صادق، كاريزما فاجأ حليم الجميع بأغنية «صافينى مرة» كانت بمثابة صدمة وشكلاً جديداً للغناء لم يستوعبها الناس بسهولة مر عام حتى نجحت هذه الأغنية لتعلن عن مطرب حقيقى.
على الفور لم ينتظر حليم كثيراً، وانطلق العندليب ليقلب الموازين فى «على قد الشوق» و«لا تلمنى وأحن إليك» و«لحن الوفاء»، كانت الانطلاقة الأولى على أنغام محمد الموجى وكمال الطويل.
وعلى الفور تنبه الموسيقار محمد عبدالوهاب للصوت الجديد الحالم لحن له العديد من الأغنيات وأنتج له فيلم «أيام وليالى» و«بنات اليوم»، غنى «حليم» من خلالها وألحان عبدالوهاب العديد من الروائع «أهواك، وظلموه، وأنا لك على طول، وعلشانك يا قمر، وتوبة، وإيه ذنبى إيه، وعقبالك يوم ميلادك».
من عام 1955 حتى عام 1960 قام حليم ببطولة العديد من الأفلام منها «ليالى الحب» و«فتى أحلامى» و«الوسادة الخالية» و«شارع الحب» و«حكاية حب» و«البنات والصيف» ونجح من خلالها فى الوصول لأقصى درجات النجاح، ودغدغ المشاعرفى العديد من الأغنيات نذكر منها «حلفنى، وبيع قلبك، وخسارة، والليالى، ونعم يا حبيبى، وبحلم بيك، وحبك نار، وفى يوم فى شهر فى سنة»، كل هذه الأغنيات حققت أكبر نجاح لم تؤثر أغنية على غيرها، بل كانت كل أغنية تضيف لحليم.
مع بداية الستينيات واصل حليم عطاءه السينمائى فى أفلام «يوم من عمرى والخطايا»، وحققا نجاحاً كبيراً وغنى فيهما أغنيات رائعة: خايف مرة أحب، بأمر الحب، ضحك ولعب، بعد إيه، مغرور، الحلوة، قوللى حاجة، سار على نفس طريق النجاح.
ولا ننسى بالطبع عشرات الأغانى الوطنية فى منتصف الخمسينيات حتى منتصف الستينيات نذكر منها: إحنا اخترناك، ثورتنا المصرية، الله يا بلادنا، حكاية شعب، ذكريات، صورة، بالأحضان، على راس بستان الاشتراكية.
فى عام 1963 بدأ حليم تصوير فيلم «معبودة الجماهير» وبسبب سوء حالته الصحية، استمر تصوير الفيلم 4 سنوات وعرض 1967، غنى فيه رائعة «جبار» كلمات حسين السيد ألحان محمد الموجى و«أحبك» و«بلاش عتاب» و«أنت قلبى».
ولا ننسى عبقرية حليم فى منتصف الستينيات عندما لاحظ النجاح الساحق للمطرب الشعبى محمد رشدى فاتجه حليم للغناء الشعبى ونجح فى أغنيات «سواح» و«على حسب وداد» و«التوبة» و«جانا الهوى» ليثبت للجميع أنه يستطيع إبداع كل ألوان الغناء، ولا ننسى رائعتى ضى القناديل وأعز الناس.
وعندما وقعت نكسة 1967 عبر عبدالحليم بشكل هائل عن صدمة المصريين وزرع الأمل فى نصر كبير على العدو الإسرائيلى.
أبكى المصريين حينما غنى بعد أيام من الهزيمة «عدى النهار» تأليف عبدالرحمن الأبنودى ألحان بليغ حمدى و«البندقية اتكلمت» و«المسيح» و«ابنك يقولك يا بطل»، و«احلف بسماها»، و«خلى السلاح صاحى»، ونجح من خلال هذه الأغنيات فى التعبير بصدق عن الحالة.
وفى غمرة هذا قام عبدالحليم بإنتاج وبطولة آخر أفلامه «أبى فوق الشجرة»، تأليف إحسان عبدالقدوس وشاركه البطولة نادية لطفى وميرفت أمين وعماد حمدى وكان فيلماً غنائياً استعراضياً مختلفاً غنى فيه الهوى هوايا وخلى القلب وجانا الهوى وأحضان الحبايب.
وفى عام 1970 بدأ عبدالحليم مرحلة جديدة بالأغنيات الطويلة بدأها فى ليلة شم النسيم وبالتحديد يوم 26 أبريل 1970، بأغنية «زى الهوى» تأليف محمد حمزة ألحان بليغ حمدى وحققت نجاحاً كبيراً لم يهدأ حليم بعد هذا النجاح، وقدم فى العام التالى وبالتحديد ليلة شم النسيم عام 1971، فاجأ الملايين بأغنية «موعود» تأليف محمد حمزة وألحان بليغ حمدى، حققت نجاحاً أسطورياً كلمات رائعة وألحان وموسيقى.
ولأنه متوهج، قدم فى العام نفسه فى نوفمبر 1971 أغنية «مداح القمر» ونجحت بشكل رائع، وكانت من التراث الحلبى السورى، وفى عام 1972، لم تسمح له ظروفه الصحية بالغناء، لكن عاد فى ربيع 1973 أكثر نشاطاً بثلاث أغنيات جديدة، قدمها فى حفل واحد على مسرح جامعة القاهرة يوم 28 أبريل 1973 «حاول تفتكرنى ورسالة من تحت الماء ويا مالكاً قلبى»، وعاد لرفيق العمر محمد الموجى بعد غياب 4 سنوات بلغ حليم أقصى درجات النجاح ولكن المعين لم ولن ينضب، وفى صيف 73 اتفق مع محمود عوض على تأليف مسلسل إذاعى إخراج محمد علوان «أرجوك لا تفهمنى بسرعة» وشاركه البطولة نجلاء فتحى وعادل إمام وماجدة الخطيب وأشرف عبدالغفور.
وفى أكتوبر 73 كان الموعد مع نصر أكتوبر العظيم كان صوت حليم حاضراً بقوة عاد للغناء الوطنى بعد غياب فى «عاش اللى قال» و«لفى البلاد يا صبية» و«الفجر لاح» و«صباح الخير يا سينا».
وفى عام 1974 رغم سوء حالته الصحية وتدهورها أبدع أغنيتين على أعلى مستوى مساء الخميس 30 يونية «فاتت جنبنا» كلمات حسين السيد وألحان محمد عبدالوهاب، «أى دمعة حزن لا»، تأليف محمد حمزة، وألحان بليغ حمدى حققنا نجاحاً هائلاً.
وفى عام 1975 غنى أغنية واحدة رائعة «نبتدى منين الحكاية» تأليف محمد حمزة وألحان محمد عبدالوهاب، وبالطبع النجاح حليف كل إبداعاته.
وفى يونية 1975 أعاد الرئيس السادات افتتاح قناة السويس، وبالطبع لا توجد مناسبة وطنية يغيب فيها صوت حليم وغنى «النجمة مالت ع القمر»، و«المركبة عدت».
وفى عام 1976 وضع عبدالحليم عصارة خبرته وإبداعاته الغنائية فى قصيدة قارئة الفنجان، تأليف نزار قبانى ألحان محمد الموجى، مساء الأحد 25 أبريل 1976، كان الموعد مع آخر حفل ربيع لعبدالحليم، لأول مرة، استمر عبدالحليم يغنى قارئة الفنجان فى نادى الترسانة على مدى 160 دقيقة بلغ فيها أقصى درجات الإبداع والنضج، ولأنه عاشق للطرب غنى فى الوصلة الثانية أغنيات قديمة بتوزيع جديد أهواك، فى يوم من الأيام، أبو عيون جريئة، توبة.
ويوم 2 يناير 1977 كان آخر مرة يغنى فيها حليم فى حفل زفاف جيهان الابنة الصغرى للرئيس الراحل أنور السادات.
وفى يوم 13 يناير 1977 غادر عبدالحليم مصر لآخر مرة متجهاً إلى لندن لإجراء عملية الحقن السنوى للمرىء وعلى مدى أكثر من شهرين ساءت حالته الصحية، ليرحل أسطورة الغناء فى العاشرة من مساء الأربعاء 30 مارس 1977 لتبكى مصر كلها، على رحيل العندليب وتشيعه فى موكب مهيب يوم السبت 2 أبريل 1977، رحم الله أسطورة الغناء فى كل العصور عبدالحليم حافظ.

المصدر: الوفد